الزواج في الكنيسة
يظن الناس احيانا ان الكنيسة منذ نشاتها الزمت المسيحيين بالزواج في الكنيسة وان الزواج منذ البداية كان سرا من الاسرار ,والحال ان الالزام بالزواج في الكنيسة واعتباره سرا من الاسرار لم يتم الا في القرن الحادي عشر والثاني عشر
لا رتبة كنسية حتى القرن الثامن : كان المسيحيون يتزوجون حسب الرتب والعادات وكانت كثيرة تلك التي ورثوها عن الشعوب التي ينتمون اليها . فكان الزواج يعد عملا بشريا ينظمه المجتمع ولا تحاول الكنيسة ان تتدخل فيه على مستوى الرتبة .
ابتداء من القرن الرابع تتحدث النصوص عن زواج ببركة الكاهن ولكن ينبغي ان نفهم معنى هذه العبارة فهي تعني ان الزوجين في الجماعات المسيحية وكان اعضاؤها يعرفون بعضهم بعضا اكثر مما هو مألوف في ايامنا كانا يرغبان باستقبال الكاهن او الاسقف يوم زواجهما والحصول على بركته .فعمت هذه العادة الجديدة شيئا فشيئا من دون ان تتخذ واجب الطابع الشرعي فلم يكن للزواج الديني من وجود بالمعنى الحقيقي والزواج المسيحي بالمعنى الروحي اي زواج بين مسيحيين بحسب الانجيل لكن مع مراعاة العادات المحلية ففي رومة والمناطق الخاضعة لها كان الزواج يتم بالرضى المتبادل امام الرب وفي البلدان الجرمانية باتفاق بين العائلتين ينص على مهر يدفعه الشاب الى والد الفتاة او ولي امرها .
ابتداء من القرن الثامن بركة بعد الزواج :مالت العادة تدريجيا الى ان تصبح البركة الزامية في الزواج الاول ومحرمة في اللزواج الثاني بعد الترمل , وكانت هذه البركة تمنح بعد الزواج ففي القرن الثامن ايضا قرر مجمع فرنوي ان تبادل الرضى يجب ان يتم علنا وهذا التدبير اتخذته الكنيسة كي تحرم زنى ذوي القربى وخطف الفتيات وكانت كثيرة في تلك الايام والزواج بين مسيحيين وغير مسيحيين .
ولكن اذا كان البابا هرمسداس قد قرر في القرن السادس انه لا يجوز لاي مؤمن ان يتزوج سرا بل ينبغي له بعد الحصول على موافقة الكاهن ان يتزوج علنا امام الرب فان الزواج سرا لم يكن يعتبر قط غير صحيح ,والاهم هو الرضى المتبادل بين شخصين معمدين .
القرنين الحادي عشر والثاني عشر : اصبح الزواج قضية كنسية وتغير موقف الكنيسة فاضحى من الواجب ان يحتفل بالزواج لا بحسب القواعد المرعية في المجتمع فقط بل امام المعبد بحسب القواعد الطقسية التي حددتها الكنيسة .
ومن ثم اصبح دور الكاهن جازما كثيرا ثم اصبح سرا من الاسرار وتلك المسؤولية التي تبنتها الكنيسة اذ اخذت تحتفل بالزواج قادتها تدريجيا الى تفكير عقائدي اساسي ففي ذلك الزمن عينه تعمقت الكنيسة في تراث التقليد وعارضت احتقار شؤون الجسد ,فانتهى بها الامر الى التصريح بان الزواج هو سر من الاسرار اي اية وصورة لاتحاد المسيح السري مع الكنيسة وفي 1184سمي الزواج سرا من الاسرار في وثيقة رسمية الى جانب المعمودية والافخارستيا والتوبة وكان لا بد من انتظار القرن السادس عشر وصدور كتاب رتبة الزواج في 1614لكي تخطو الكنيسة خطوة اخرى ولا يجوز ان يعقد الزواج عند باب الكنيسة بل في داخلها وفي مكان لائق بالقرب من المذبح وبعد ذلك اليوم صار كل زواج لا يحتفل به بحسب الرتب الجديدة يعتبر لاغيا والى ا يامنا هذه . كتاب تاريخ الكنيسة المفصل (تعريب الاب صبحي حموي اليسوعي )