السينما الهندية في مأزق بعد دعوة المنتجين للإضراب

ياش شوبرا: معظم دول العالم، يتقاسم أصحاب المجمعات السينمائية في الأرباح بالتناصف، فلما لا يتم تطبيق ذلك في الهند ؟ ".
رغم حالة الرواج الجماهيري الكبير الذي تحظي به الأفلام السينمائية الهندية في كثير من دول العالم، وما شهدته من حالة غير مسبوقة من الازدهار علي الصعيد العالمي خاصة ً في أعقاب النجاح الواسع الذي حققه فيلم "المليونير المتشرد"، إلا أنها لا زالت تواجه بين الحين والآخر بعض المشكلات التي تتسبب في تشويه صورتها وسمعتها كثاني أكبر عاصمة للفن السابع في العالم بعد هوليوود. وفي هذا الإطار، كشفت اليوم الجمعة تقارير صحافية بريطانية عن أن شبح الركود بات يهدد استوديوهات السينما الهندية بعد أن دعا المنتجون الهنود إلي القيام بإضراب لأجل غير مسمي.
وقالت صحيفة "التايمز" اللندنية أن تلك الدعوة جاءت في أعقاب النزاع الذي نشب حول الطريقة التي يجب أن توزع من خلالها الأرباح التي تحققها شبابيك التذاكر بين المنتجين، الذين يقومون بتمويل الأفلام، ومالكو المجمعات السينمائية المشيدة علي النظام الغربي في الهند، الذين يرفضون دفع مبالغ مالية أكبر لعرض أفلام يقولون أنها تتسبب في تكبيدهم خسائر كبيرة. ويري محللون أن هذا النزاع هدد بتأجيل عرض العشرات من الأفلام، وهو ما قد يكلف صناعة السينما الهندية التي تبلغ ميزانيتها مليار جنيه إسترليني كل عام، عشرات الملايين من الجنيهات الإسترلينية علي هيئة مبيعات تذاكر مفقودة.

كما أوضحت الصحيفة علي أن هذا الخلاف يؤكد أيضا ً علي الطريقة التي تواجه فيها بوليوود قدر كبير من المعاناة لإعادة اكتشاف نفسها في صورة هوليوود من اجل زيادة الأرباح. وأشارت الصحيفة إلي أن المنتجين كانوا قد طلبوا الحصول علي نصف العائدات التي يتم كسبها من وراء أفلامهم في المجمعات السينمائية، تماشيا ً مع ما قالوا أنها شروط قياسية يتم تطبيقها بحذافيرها في الغرب. وتساءل ياش شوبرا، أحد أبرز الشخصيات العاملة في الحقل السينمائي بالهند، حيث قال "في معظم دول العالم، يتقاسم أصحاب المجمعات السينمائية في الأرباح بنسبة 50:50، فلما لا يتم تطبيق ذلك في الهند ؟ ".
من جانبهم، قال أصحاب المجمعات السينمائية الجديدة في تلك البلاد، التي لازالت تشاهد فيها الأفلام داخل دور سينما مزودة بشاشة عرض واحدة، أن مثل هذا التقاسم الربحي لا يلائمهم ولا يمكنهم أن يتحملوه إلا إذا كان الفيلم جيدا ً. كما أنهم يتحصلون الآن علي ثلثي الدخل تقريبا ً، ويقولون أن الأموال ضرورية لتغطية تكاليف الاستثمار. وقالت الصحيفة أن فيلم Shortkut – الذي يدور في إطار كوميديا رومانسية من إنتاج أنيل كابور، الممثل الهندي الذي شارك في فيلم "المليونير المتشرد"، هو أول ضحايا هذا الإضراب.
وأكدت الصحيفة كذلك علي أن هذا الإضراب – وهو الثاني في غضون ستة أشهر فقط – يأتي في توقيت اختباري لصناع السينما الأميركية. ونقلت الصحيفة عن شرافان شروف، المدير الإداري لسلسلة الشهرة السينمائية في الهند قوله :" عندما بدأ المنتجون في تزويدنا بالأفلام الرديئة، بدأ الجمهور بدوره في الإحجام عن الحضور. لذا أخبرناهم بكل بساطة: أعطونا أفلاما جيدة ونحن علي استعداد لدفع مبالغ جيدة لكم ". هذا ويخطط كثير من سلاسل المجمعات السينمائية لعرض مباريات الكريكت الخاصة بالبطولة الهندية المحلية اعتبارا ً من الشهر المقبل، وذلك بعد أن تم نقل تلك المسابقة إلي جنوب إفريقيا لدواعي أمنية.